الثلاثاء، 5 مايو 2009

حلبة ياس مارينا تكشف ملامحها الفريدة قبل 6 اشهر من سباق فورمولا واحد

ابو ظبي(ا ف ب) - عندما تخترق المسافات باتجاه جزيرة ياس في ابو ظبي يساورك الظن بأن هذه المنطقة تحتاج الى سنوات طويلة لتشهد نهضة عمرانية وسكانية، لكن حين تقترب اكثر من موقع بناء حلبة الفورمولا واحد، تلمس سباقا مع الزمن لانجاز كل شيء حسب الموعد رغم حرارة الشمس المرتفعة.
وحلبة "ياس مارينا" تأتي من ضمن المرحلة الاولى لمشروع جزيرة ياس التي تبنيها شركة الدار العقارية، وتبلغ كلفتها الاجمالية نحو 40 مليار دولار حسب المسؤولين فيها.
"فرانس برس" قامت بزيارة خاصة الى حلبة "ياس مارينا" قبل ستة اشهر على استضافتها الجولة الاخيرة من بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد، وتحديدا في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وانت تسير في الطريق الى الحلبة تشاهد العديد من الجسور العملاقة في مختلف الاتجاهات، وعلى ارض الحلبة، ترى ورشة حقيقة من حولك، فالطرقات قد شقت مساراتها، ومسار السباق بانت معالمه وقسم كبير منه بات مغطى بالطبقة الاولى من الاسفلت.
عامل الوقت مهم جدا لكنه لا يقلق المسؤولين عن الحلبة، حيث بدا نائب مدير مشروع جزيرة ياس الكندي دوغلاس ميكاسكيل واثقا باتمام المهمة قبل الموعد المحدد.
"امور كثيرة انجزت، ولكن ما تزال جوانب اخرى ايضا بانتظار التحقيق، كل شيء يجري حسب البرنامج الموضوع لاننا نبذل اقصى جهودنا لانجاز المشروع في الوقت المحدد"، يشرح ميكاسكيل بهدوء، ثم يضيف "يمكننا القول اننا انجزنا نحو ثمانين بالمئة من المرحلة الاولى للمشروع حتى الان".
ويضحك حين يسمع ما تناقلته وسائل الاعلام الكندية قبل فترة عن أن أي تأخير في بناء حلبة "ياس مارينا" يعيد سباق جائزة كندا الكبرى الى برنامج بطولة العالم لهذا العام بدلا من سباق ابو ظبي.
ويقول في هذا الصدد "بالتأكيد سيكون كل شيء على الموعد وليس لدي ادنى شك على الاطلاق بذلك"، مؤكدا "حسب القوانين يجب ان نسلم الحلبة الى منظمي السباق قبل ثلاثة اشهر من موعده، لكن بحكم علاقتنا الجيدة مع الفرق المشاركة في بطولة العالم للفورمولا واحد يمكن ان تقتصر هذه المهلة على ستين يوما فقط".
كيفما تسير داخل الحلبة ترى المئات من العمال في كل ناحية ينفذون التعليمات، وتلفت مجموعة منهم نصبت خيمة صغيرة احتمت في ظلها من حرارة الشمس الحارقة التي تخطت الاربعين درجة مئوية. يكاسكيل اعتبر "ان العمل يسير ليلا ونهارا رغم ارتفاع درجات الحرارة، فالعمال يتناوبون على مدار ال24 ساعة"، موضحا "اعمل في المنطقة الخليجية منذ مطلع الثمانينات واعرف انه يمكن للعمال مزاولة عملهم في الفترة المسائية رغم ارتفاع درجات الحرارة".
يشعر الزائر الى ارض الحلبة حاليا بهدير المحركات ولو قبل ستة اشهر من الموعد وذلك عندما يصل الى المكان الذي سينطلق منه السباق، ويقع بين المدرج الرئيسي للجمهور ومنطقة "بيت لاين" المخصصة للفرق والسيارات والسائقين.
المبنى المخصص للفرق الى يمين الحلبة يبرز مدى تقدم العمل في المشروع، فالامر تخطى تشييد المبنى نفسه ليصل الى مرحلة تركيب الزجاج على النوافذ المطلة على مسار السباق.
الى اليسار انتصب مدرج طويل يتسع للالاف من عشاق هذه الرياضة، يمكن للحظات تخيل وجودهم في عز ورشة البناء حاليا.
ويوضح نائب مدير المشروع "مدرجات الجماهير وزعت على خمسة اماكن مختلفة من الحلبة وستتسع الى 45 الف كرسي وباتت شبه جاهزة وتجري الان عملية تركيب اسقفها".
وفعلا شيدت خمسة مدرجات في زوايا مختلفة الحلبة، وامتدت الاعمدة الحديدية فوقها ممهدة لتركيب اسقفتها لحماية المشجعين من الامطار او الحرارة المرتفعة.
يتكرر المشهد ذاته امامك تقريبا لدى زيارة ارض الحلبة، ففي جميع الاتجاهات ترى الرافعات والجرافات والشاحنات تنجز ما تبقى من عمل، وشوهد ميكاسكيل يتفقد احد جوانب المشروع ما يشير الى متابعة حثيثة لادق التفاصيل.
فالطرقات الفرعية تأخذ نصيبا وافرا من العمل ايضا، وجرى زرع الاشجار على جوانبها ما يوحي بمشهد جمالي عند اكتمال العمل، والمباني الداخلية للحلبة باتت في مراحلها النهائية.
مبنى المركز الاعلامي شبه جاهز، ويأتي خلف البادوك (المنطقة المشتركة للسائقين واعضاء الفرق والاعلاميين) مباشرة "سيكون من اكبر المراكز الاعلامية في حلبات الفورمولا واحد على الاطلاق" هكذا يقول ميكاسكيل، مشيرا الى "جسر يربط بين المركز الاعلامي وفندق مارينا ياس يمكن الاعلاميين من متابعة السباق من احدى الزوايا".
واضافة الى المركز الاعلامي، بانت ملامح "صن تاور"، البرج الخاص بكبار الضيوف، ومنتزه فيراري، وملعب الغولف الى جانب الحلبة ايضا.
لكن البناء الضخم الذي يجذب الانتباه يقع في وسط الحلبة تقريبا وعلى المرسى مباشرة، وهو كناية عن فندق من فئة الخمس نجوم وما فوق.
ويقول ميكاسكيل "الفندق في وسط الحلبة سيكون مميزا بتصميمه وسيحتوي على 500 غرفة، على الارجح ستشغله الفرق المشاركة نظرا الى المسافة القصيرة جدا التي تبعد عن ارض السباق".
تصادفك في مكان آخر من الحلبة خمسة ابنية ضخمة ايضا جنبا الى جنب "انها خمسة فنادق تضم نحو الفي غرفة، وهي من من الدرجتين الثالثة والرابعة".
يحلو للمسؤولين عن المشروع التركيز على فرادة حلبة "ياس مارينا"، فبعد ان استعمل الفرنسي فيليب غوردجيان الرئيس التنفيذي لشركة ابو ظبي لادارة رياضة السيارات المولجة بتنظيم السباق في حوار سابق مع "فرانس برس" عبارة "حلبة فريدة من نوعها في العالم"، لم يخالفه ميكاسكيل بالقول "انها اول نوع من الحلبات في العالم في مثل التسهيلات التي ستتضمنها لاننا نريد ان نرفع فورمولا واحد الى مستوى آخر".
ويتحدث نائب مدير المشروع باعجاب عن ان "جزءا من السباق يجري بمحازاة مياه المرسى ما يتيح لاصحاب اليخوت بمتابعة مجريات السباق من على متن يخوتهم، منها اليخوت التي تكون بمستوى ارض الحلبة، ومنها الاطول وتكون اعلى من مستوى ارض الحلبة بشكل تصبح منها الرؤية افضل"، مشيرا الى منظر "شبيه بحلبة فالنسيا الاسبانية"، هذا فضلا عن "ثمانية انفاق داخل الحلبة ستكون جزءا من مسار السباق يمر احدها تحت فندق مارينا مباشرة".
وعن تكلفة المشروع اوضح "انها تصل الى 40 مليار دولار لمشروع الجزيرة ككل، والى نحو 11 مليار دولار للمرحلة الاولى التي تضم حلبة فورمولا واحد"، مؤكدا في الوقت ذاته "ان الازمة المالية العالمية انعكست ايجابا على المشروع من حيث انخفاض الاسعار وتوفر الموارد البشرية المتخصصة".
يختم ميكاسكيل بالقول "انه مشروع ضخم، اننا نبني مدينة كاملة بكل ما تحتاج من بنية تحتية من طرقات وجسور وما شابه"، كاشفا عن "وجود 42 الف عامل في مشروع جزيرة ياس ككل، 11 الفا منهم يعملون في المرحلة الاولى التي تتضمن مشروع حلبة الفورمولا واحد".
سباق جائزة ابو ظبي الكبرى سيكون الثاني في منطقة الشرق الاوسط بعد سباق البحرين الذي ابصر النور عام 2004.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق